[size=24]زينب العصرآمنة الصدر وجلاد بغداد .[/size]

عضو عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 15/05/2007

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الاكرم وعلى آله الطيبين الطاهرين .

ان اطول الانسان أعمارا ، واكثرهم تأكيدا لوجودهم في كل زمان ومكان فهم كثيرون منهم العلماء الذين اكتشفوا قوى الطبيعة ، وسلطوا عليها الانسان في هذا القرن ، لينشىء منها حياة جديده بعد ان تسلطت عليه واستعبدت اسلافه قرونا واحقابا . ومنهم الذين يمنحون الناس التفاؤل من اجل حياة أرغد واسعد . وفي طليعتهم الانبياء والاوصياء الذين أرشدوا الانسانية وأضاءوا لها سبيل الرقي والهداية . ومنهم الذين يملكون الاستعداد للأستشهاد والتضحية بكل عزيز من اجل احياء الحق واماتة الباطل .
ولانتجاوز الحقيقة اذا قلنا : ان ايمان المؤمن ، ودين المتدين يقاس بالاستعداد للتنازل عن حياته من اجل الدين ومن فقد هذا الاستعداد فما هو من الدين وأهله في شيء ، وان زكي جبنه وحرصه على الحياة بالف علة وعلة . ولاتعرف الانسانية واحدا في تاريخها كله تمثلت فيه روح التضحية والفداء من اجل مايعتقد ويدين كما تمثلت في الحسين عليه السلام الذي نطق الواقع من لسانه ، وهو في طريقه الى الاستشهاد عندما قال :" خير لي مصرع انا لاقيه " فالامام سلام الله عليه لم يطلب سلطان ولم يكن يائس من الحياة كما يصور لنا بعض خطباء المنبر الصفوي . هذه صورة

وصورة اخرى من التضحية تجسدت في ذلك المخلوق الضعيف الذي يفيض عاطفة وحنانا وهي المرأة التي قد لايتصور انسان انها تتحول في يوم من الايام الى أمرأة تخوض غمار الحرب وتقف وقفات بطولية في مواجهة الطاغوت ، طبعا هناك نماذج في تاريخ الاسلام . ولانبالغ اذا قلنا ان السيدة زينب عليها السلام نموذج المرأة المجاهدة ، وكلماتها الخالدة توضح لنا معنى البطولة والتضحية والفداء من اجل القيم والمبادىء وهي القائلة في وجه الطاغوت المتفرعن يزيد علية من الله اللعنة والعذاب " العجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف من دمائنا ، والافواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل . . . فكد كيدك واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله ، لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا، ولايرحض عنك عارها. . وهل رايك الافند وايامك الا عدد وجمعلك الا بدد يوم ينادي المنادي : الا لعنة الله على الظالمين . هذه ايضا صورة

وهناك صورة اخرى من القرن العشرون ، صورة قل نظيرها في تاريخنا المعاصر تجسدت فيها البطولة والتضحية والفداء باروع صورها واشكالها ، هذه الصورة بطلتها أمراة عالمة مجاهدة نقية طاهرة اعني بها تلك المرأة النجيبة التي وقفت في وجه جلاد بغداد وجلاوزته عندما اقتادوا الامام المفكر الشهيد الصدر وهو مقيد بالحديد : " خطبت في الجموع منددة بجلاوزة النظام وما يفعلونه صارخة ومرحبة بالموت إذا كان في سبيل الله. " . وفي صباح يوم السابع عشر من رجب 1399هــ (1979)م، تم الاعتقال للشهيد فقامت الشهيدة بنت الهدى بالذهاب إلى حرم الإمام أمير المؤمنين بالنجف الأشرف ونادت بأعلى صوتها:
"الظليمة الظليمة يا جداه يا أمير المؤمنين لقد اعتقلوا ولدك الصدر.. يا جداه يا أمير المؤمنين، إني أشكوا إلى الله وإليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد"ثم خاطبت الحاضرين فقالت :"أيها الشرفاء المؤمنون، هل تسكتون وقد اعتقل مرجعكم، هل تسكتون وإمامكم يسجن ويعذب؟ ماذا ستقولون إذاً لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم ؟ اخرجوا وتظاهروا واحتجوا.." يا له من خطاب يدل على شجاعتها وقوتها وعدم خوفها من النظام الحاكم وأتباعه. لقد قام المجرم التكريتي بقتل السيد الصدر وأخته بنت الهدى ــ رضوان الله عليهما ــ بنفسه؛ فهو الذي أطلق النار عللقد كانت حليمة عاقلة تقابل الإساءة يهما بعد أن شارك في تعذيبهما.
يتحدث صاحب كتاب الشهيدة بنت الهدى كيف روت له ثلاثة مصادر كيفية حدوث المأساة كما يرويها أحد قوات الأمن ممن كان حاضراً في غرفة الاعدام، قال:
"احضروا السيد الصدر إلى مديرية الأمن العامة فقاموا بتقييده بالحديد، ثم جاء المجرم صدام التكريتي، فقال باللهجة العامية: (ولك محمد باقر تريد تسوي حكومة)، ثم أخذ يهشم رأسه ووجهه بسوط بلاستيكي صلب.
فقال له السيد الصدر: (أنا تارك الحكومات لكم). وحدث جدال بينهما عن هذا الموضوع وعن علاقته بالثورة الإسلامية في إيران، مما أثار المجرم صدام فأمر جلاوزته بتعذيب السيد الصدر تعذيباً قاسياً. ثم أمر بجلب الشهيدة بنت الهدى ــ ويبدو أنها كانت قد عذبت في غرفة أخرى ــ جاءوا بها فاقدة الوعي يجرونها جراً، فلما رأها السيد استشاط غضباً ورقّ لحالها ووضعها. فقال لصدام: إذا كنت رجلاً ففك قيودي. فأخذ المجرم سوطاً وأخذ يضرب العلوية الشهيدة وهي لا تشعر بشيء. ثم أمر بقطع ثدييها مما جعل السيد في حالة من الغضب، فقال للمجرم صدام (لو كنت رجلاً فجابهني وجهاً لوجه ودع أختي، ولكنك جبان وأنت بين حمايتك)، فغضب المجرم وأخرج مسدسه فأطلق النار عليه ثم على أخته الشهيدة وخرج كالمجنون يسب ويشتم".
نعم ايها الاخوة تبقى آمنة خالدة مع الخالدين في فكرها وجهادها وتضحيتها بينما جلاد بغداد ونحن نراه هذه الايام خائفا مذعورا دماء الشهداء ولعنات المظلومين ، وسوف يلقى به في مزبلة التاريخ الى جانب الذين سبقوه من الطغاة والفراعنة في هذه الحياة ، اما سوف يقذف به في الدرك الاسفل من النار حيث لايموت فيها ولايحيى . . . . والعاقية للمتقين

فسلام على تلك الدماء التي اريقت وامتزجت مع انهار العراق لتروي شجرة الاسلام الخالدة ، وسلام على لابس الكفن ليث العراق الابيض ، محيي شعائر الدين ، الذي اخلص لدينه ولوطنه ولشعبة ، سلام على من هتفت الجماهير باسمه " نبينا محمد . . ومهدينا محمد . . ومرجعنا محمد . . صلوا على محمد .

» [size=24]سيرة الامام الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر[/size
» [size=24]اجازته في الرواية[/size]
» [size=24]مؤلفاته[/size]
» نبذة عن حياة السيد مقتدى الصدر (دام عزه)
» المرجع الاعلى السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)