الفراغ ..
الذي اصوب نحوه نظراتي
يحترق .. ورأسي يدوي فيها الصمت ..
وعلى الأرض ظلال عالما ينهار
وأحتاج كمية كبيرة من الخوف
لأرمم قلبي وأستعد للهروب ..
( أنــــا .. صلب كالجبل ..رقيق كالنسمه .. غامض كالظلام .. قاسي كالشتاء
حزين كالليل .. رائع كالقمر .. قوي كالضمير وكالدخان اختفي متلاشيا في الفضاء ان زعلني احد)
الفراغ .. يزداد ضيقا عليّ
يحاصر جمجمتي بمزيج من الذكريات المرعبة
أناس لم يعد لهم وجود
وجوه قديمة تكسرت
وشخص لا أعرفه .. ينزوي في الزاوية
ينحني .. حزين وبائسٌ ايضاً
أظنه أنـــــا .. لكنني لا استطيع أن أثبت ذلك !
(اي .. نعم .. عبثت به الايام والسنون العابرات وصار قصة تداولها الرفاق وضاع كل شي منا
قلبي .. وابتسامتك .. ضحكك وقبلاتي والعناق
ضاع كل شي حتى العراق وكل الأشياء صارت نفاق )
وعدتني الغيوم بأننا سنرحل معاً
مضت الرياح .. تجر خلفها كل شيء
الغيم صار سريعا جدا
وأنا مازلت في مكاني .. لماذا ؟!
كأن أفكاري محترقة
ورأسي القديم يشعل دائما ثورات مزيفة في جمجمتي
احتسي كأسي ارجع رأسي قليلا الى الوراء
احاول ان اموت بشكل جيد
لكني عوضا عن ذلك اتذكر اني لا استطيع البكاء
اقحم يدي في اضلعي
اقلع قلبا املكه يمزقني
ارميه على الأرض
ومرارا وتكرارا ابصق عليه والعنه
ادوسه بقدماي البليدتان
واشتمه .. تبا لك .. لقد تسممت حياتي
يؤرقني ويخيفني ان اموت وحيدا على ارض باردة
كنت اتمنى دائما ان اموت في احضان حبيبتي
لكني الحياة تكرهني احسها وتبدد هذه الفكرة
واقنع نفسي
اني افضل من الرفاق الذين ماتوا في الشوارع
ولم يتعرف عليهم أحد ..
(- وما عدى الشر ماذا فعلت ؟!
- اهي موعضة اخرى؟
- وماجدوى ذلك ان كان هناك روح تسعى للخلاص
لكن القلب الذي تملكه أصم
وعقل تشبعت افكاره بل تسممت بالخطيئه
وغدى مثل الحجر الصلب في الماء
لا تخترقه الرحمة
فقط خارجه يبدو رطبا
لكنه جاف من داخله وقاسي كما حقيقته
وتزيد من قسوته الخطيئه )
الفراغ يزداد ضيقا .. يخنقني
ورأسي يعبث بي بأفكاره الغريبة
لا تهمني كل تلك العيون التي تراقبني
ما أريده هو
ما تقع عيناي عليه ولا استطيع ان اناله !
ماعدت أكترث
اني اكلم نفسي في الطريق
ويدوي الصمت في ذاكرتي
ماعدت اكترث
أنا مجنون جداً .. لا تهمني تعليقاتهم
ولا همني أي شيء اخر
لانها حياتي وحدي وتعنيني انا فقط
أنا مجنون جداً .. وهذه ميزتي التي تجعلني استمر في الحياة
لا يهمني ما يقولون ولا اي شيء اخر
فانا هو من يعود كل ليلة الى فراشه وحيدا
بينما هم ينعمون بدفيء اجسادهم المتلاصقه ...
حتى حبيبتي يوما ما
ستتكلم مثلهم ..
ستترك في جمجمتي تعليقات مثلهم ..
ستكون مثلهم
تنام وتشرب وتعيش مثلهم
تنزع رداء الفضيلة
باكية وتشعر بالألم
لكنه لا طريق اخر امامها
ستطأطئ رأسها
تسير بلا ظل في الشوارع
وتأكل الطعام بلا مذاق
يباغتها الأحساس بأنها اضاعت اهم شيء
وان الحياة صارت تافه جدا
تنازلت عن شخص مجنون
واندست في الفراش
لأنه هذا هو القدر
الذي نستسلم اليه خائفين
تنعم بدفئ غريب .. كان من الممكن ان يكون انا
لكنها تنزع رداء الفضيلة
وترمم حياتي بخيانة باسلة .. وكبيرة
ما عادت هناك مساحة تكفي للألم
فكل شيء اصبح يؤلمني بشكل رائع وملفت للنظر
ابتسم ابتسامة خفيفة وباردة
هه ...خائن اخر
وامضي ...
(أكثر وجوه الشيطان خسة وظلام ذلك الذي يختبئ خلف وجهٍ جميل)
أنا مجنون جداً اكثر من السابق
اتلفظ كلمات غير مفهومة
واكتب بشكل مبهم
ويحيطني الغموض
(سأصرخ دائما بوجه الأشياء القاتمة والحقيرة لماذا لا أحضى بحياةٍ أفضل )
اطلق بوجه الفراغ الذي يتقلص
ضحكة صداها بكاء حارق لم استطع بكائه
انحني الملم ما تبقى من جنوني
ادسه برأسي جيدا
العن نفسي منتظرا ان اجد طريقة
أجعل موتي أجمل من حياتي ...
متفائلاً .. وأحمق بطبيعة الحال
على الأقل
لقد حضيت على شيء جميل في النهاية ..